• صحيفة «الغارديان» البريطانية: النجم الحقيقي لكرواتيا في كأس العالم؟ الرئيسة وسط المشجعين!
وربما كان الوصف الأكثر قرباً للحقيقة عناوين بعض الصحف العالمية: فرنسا تفوز بكأس العالم.. وكرواتيا تكسب قلوب العالم.
هكذا أشعلت رئيسة كرواتيا كوليندا غرابار-كيتاروفيتش التي احتفلت في 29 أبريل الماضي ببلوغها 50 عاماً اهتمام دول العالم وشعوبه، بوقفتها القوية مع منتخب بلادها في مونديال روسيا 2018، ونزولها للمدرجات لتؤازر فريق بلادها ضمن المشجعين الكروات، وارتدائها زي المنتخب الكرواتي، بل احتضانها اللاعبين فرداً فرداً، وتشجيعها لهم بعد هزيمتهم أمام المنتخب الفرنسي.
وهو اهتمام بلغ عند بعض الجماهير العربية ذروته، وصل حد نظم القصائد بالعامية والفصحى في التغني بالأم الحسناء التي ترأس كرواتيا. وكانت وسائل التواصل الاجتماعي ملعباً فسيحاً لأولئك الشعراء المتغزلين والساخرين!
غير أن الحقيقة الباقية تتمثل في أن كوليندا كانت بارعة في استغلال «القوة الناعمة» لمصلحة بلادها.
إذ بين عشية وضحاها أضحت الوسائط تتناقل حكايات كوليندا، رشاقتها، روحها الرياضية، قدومها لروسيا في مقعد على الدرجة السياحية، وما تردد عن رفضها الجلوس في مقصورة كبار الشخصيات لتشجع فريقها من المدرجات وسط جمهور بلادها.
وفجأة بدأ الناس يتساءلون: أين هو موقع كرواتيا؟ ومن هذه الحسناء التي تحكمها؟ وعرفوا أن رئيسة بلاد الـ91 مسرحاً، و47 أوركسترا، و222 متحفاً، و1781 مكتبة هي سياسية ذات خبرات متعددة، شملت عملها سفيرة لكرواتيا لدى أمريكا، وتوليها رئاسة لجان التفاوض التي أسفرت عن ضم كرواتيا إلى الاتحاد الأوروبي.
كما عملت أميناً مساعداً لمنظمة حلف شمال الأطلسي. وهي «كشكول» متحرك من المعارف، إذ تجيد الإنجليزية، والإسبانية، والبرتغالية، والإيطالية، والفرنسية، والألمانية. وقد أدركتها حرفة الصحافة، فعملت محررة لإحدى المجلات الأدبية.
كما كان دفء احتضان كوليندا للاعبي بلادها فرصة ليتعرف العالم إلى كرواتيا نفسها، التي تضم وحدها 10 أماكن أدرجتها اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي؛ وأن الأمم المتحدة تعتبرها ضمن الدول ذات المداخيل العالية. وتدر السياحة وحدها نحو 20% من الناتج الإجمالي للبلاد. وفي 2017 بلغت عائدات السياحة الكرواتية 9.5 مليار يورو. كما أن لكرواتيا باعاً في صُنع المعدات العسكرية التي تعود لخزينتها بنحو 120 مليون دولار سنوياً.
ولولا الأداء «غير المتكلف» للرئيسة كوليندا لما عرف الناس أن أشهر إرث للثقافة الكرواتية أن أبناء الذين كانوا يبيعون خدماتهم القتالية لفرنسا في القرن السابع عشر هم الذين أتوا بربطة العنق (الكرافات) التي ربما ارتبط اسمها باسم هذه الدولة العتيقة التي عرفت كيف تجدد شبابها.
ووفقاً لتقارير صحفية، فإن تفاعلية كوليندا، وابتسامتها الصافية، وروح الصداقة والرياضة التي جسدتها خلال منافسات كأس العالم أسفرت عن تضاعف عدد حجوزات المسافرين إلى كرواتيا بحسب معلومات صحفية. وهو ما يعد نجاحاً تستحق كوليندا أن تُهنّأ عليه، وتستحق البلدان النامية أن تتأمله.
أما الهائمون بالرئيسة الحسناء فيهمهم أن يعرفوا أنها مقترنة بالمرشح الرئاسي السابق جاكوف كيتاروفيتش منذ العام 1996. وقد أنجبا ولداً وبنتاً. وابنتهما كاترينا البالغة من العمر 17 عاماً هي بطلة كرواتيا في فنون التزلج على الجليد. والرئيسة كوليندا تلقت تعليمها في زغرب، وفيينا، وواشنطن، وهارفارد. وعادت لتحصل على الدكتوراه من جامعة زغرب. وهي بالمناسبة أول امرأة تصل لسدة الرئاسة في بلادها.
وقد فازت بالرئاسة في عام 2015، وسط أزمة اقتصادية خانقة، لكنها اتخذت إجراءات وسياسات تجاوزت بها البلاد عنق الزجاجة.
الأكيد أن كرواتيا خسرت الفوز بكأس العالم، لكنها كسبت سؤال من لا يعرفها انطلاقاً من دفء وروح وذكاء رئيستها كوليندا كيتاروفيتش متفوقة على نجومية البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليو ميسي، وبات الطريق مفتوحاً للتعرف على ثقافة بلد الـ4 ملايين نسمة!
وربما كان الوصف الأكثر قرباً للحقيقة عناوين بعض الصحف العالمية: فرنسا تفوز بكأس العالم.. وكرواتيا تكسب قلوب العالم.
هكذا أشعلت رئيسة كرواتيا كوليندا غرابار-كيتاروفيتش التي احتفلت في 29 أبريل الماضي ببلوغها 50 عاماً اهتمام دول العالم وشعوبه، بوقفتها القوية مع منتخب بلادها في مونديال روسيا 2018، ونزولها للمدرجات لتؤازر فريق بلادها ضمن المشجعين الكروات، وارتدائها زي المنتخب الكرواتي، بل احتضانها اللاعبين فرداً فرداً، وتشجيعها لهم بعد هزيمتهم أمام المنتخب الفرنسي.
وهو اهتمام بلغ عند بعض الجماهير العربية ذروته، وصل حد نظم القصائد بالعامية والفصحى في التغني بالأم الحسناء التي ترأس كرواتيا. وكانت وسائل التواصل الاجتماعي ملعباً فسيحاً لأولئك الشعراء المتغزلين والساخرين!
غير أن الحقيقة الباقية تتمثل في أن كوليندا كانت بارعة في استغلال «القوة الناعمة» لمصلحة بلادها.
إذ بين عشية وضحاها أضحت الوسائط تتناقل حكايات كوليندا، رشاقتها، روحها الرياضية، قدومها لروسيا في مقعد على الدرجة السياحية، وما تردد عن رفضها الجلوس في مقصورة كبار الشخصيات لتشجع فريقها من المدرجات وسط جمهور بلادها.
وفجأة بدأ الناس يتساءلون: أين هو موقع كرواتيا؟ ومن هذه الحسناء التي تحكمها؟ وعرفوا أن رئيسة بلاد الـ91 مسرحاً، و47 أوركسترا، و222 متحفاً، و1781 مكتبة هي سياسية ذات خبرات متعددة، شملت عملها سفيرة لكرواتيا لدى أمريكا، وتوليها رئاسة لجان التفاوض التي أسفرت عن ضم كرواتيا إلى الاتحاد الأوروبي.
كما عملت أميناً مساعداً لمنظمة حلف شمال الأطلسي. وهي «كشكول» متحرك من المعارف، إذ تجيد الإنجليزية، والإسبانية، والبرتغالية، والإيطالية، والفرنسية، والألمانية. وقد أدركتها حرفة الصحافة، فعملت محررة لإحدى المجلات الأدبية.
كما كان دفء احتضان كوليندا للاعبي بلادها فرصة ليتعرف العالم إلى كرواتيا نفسها، التي تضم وحدها 10 أماكن أدرجتها اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي؛ وأن الأمم المتحدة تعتبرها ضمن الدول ذات المداخيل العالية. وتدر السياحة وحدها نحو 20% من الناتج الإجمالي للبلاد. وفي 2017 بلغت عائدات السياحة الكرواتية 9.5 مليار يورو. كما أن لكرواتيا باعاً في صُنع المعدات العسكرية التي تعود لخزينتها بنحو 120 مليون دولار سنوياً.
ولولا الأداء «غير المتكلف» للرئيسة كوليندا لما عرف الناس أن أشهر إرث للثقافة الكرواتية أن أبناء الذين كانوا يبيعون خدماتهم القتالية لفرنسا في القرن السابع عشر هم الذين أتوا بربطة العنق (الكرافات) التي ربما ارتبط اسمها باسم هذه الدولة العتيقة التي عرفت كيف تجدد شبابها.
ووفقاً لتقارير صحفية، فإن تفاعلية كوليندا، وابتسامتها الصافية، وروح الصداقة والرياضة التي جسدتها خلال منافسات كأس العالم أسفرت عن تضاعف عدد حجوزات المسافرين إلى كرواتيا بحسب معلومات صحفية. وهو ما يعد نجاحاً تستحق كوليندا أن تُهنّأ عليه، وتستحق البلدان النامية أن تتأمله.
أما الهائمون بالرئيسة الحسناء فيهمهم أن يعرفوا أنها مقترنة بالمرشح الرئاسي السابق جاكوف كيتاروفيتش منذ العام 1996. وقد أنجبا ولداً وبنتاً. وابنتهما كاترينا البالغة من العمر 17 عاماً هي بطلة كرواتيا في فنون التزلج على الجليد. والرئيسة كوليندا تلقت تعليمها في زغرب، وفيينا، وواشنطن، وهارفارد. وعادت لتحصل على الدكتوراه من جامعة زغرب. وهي بالمناسبة أول امرأة تصل لسدة الرئاسة في بلادها.
وقد فازت بالرئاسة في عام 2015، وسط أزمة اقتصادية خانقة، لكنها اتخذت إجراءات وسياسات تجاوزت بها البلاد عنق الزجاجة.
الأكيد أن كرواتيا خسرت الفوز بكأس العالم، لكنها كسبت سؤال من لا يعرفها انطلاقاً من دفء وروح وذكاء رئيستها كوليندا كيتاروفيتش متفوقة على نجومية البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليو ميسي، وبات الطريق مفتوحاً للتعرف على ثقافة بلد الـ4 ملايين نسمة!